عجز الكهرباء في العراق يتجاوز 27 ألف ميغاواط

يشكّل إنتاج الكهرباء في العراق تحديًا مستمرًا أمام الحكومات المتعاقبة، مع تضارب مستمر بين ما هو متاح من قدرة مركبة اسمية، وما يصل فعليًا إلى المواطنين من طاقة مضمونة وموثوقة.

وبينما يعلن العراق بلوغ قدرات إنتاجية عالية، تعوق عوامل كثيرة -مثل نقص الوقود وتردّي البنية التحتية- الاستفادة الكاملة منها.

ورغم التوسعات التي شهدها القطاع خلال السنوات الأخيرة، وتزايد إسهام المحطات الاستثمارية في الشبكة الوطنية، ما يزال العجز في إنتاج الكهرباء في العراق يصل إلى أكثر من 27 ألف ميغاواط في أوقات الذروة، ما يُترجَم فعليًا إلى انقطاعات مبرمجة تطول جميع المحافظات.

يُقدَّر حجم الطلب على الكهرباء في البلاد خلال أشهر الصيف بما يتراوح بين 50 و55 ألف ميغاواط، في حين لا يتجاوز الإنتاج في أفضل حالاته 27 ألف ميغاواط، ما يفرض تحديات كبيرة أمام وزارة الكهرباء، لا سيما مع انخفاض كميات الغاز الإيراني المستورد.

القدرة المركبة لإنتاج الكهرباء في العراق

بلغت القدرة المركبة لإنتاج الكهرباء في العراق نحو 38 ألفًا و287 ميغاواط في عام 2024، وسجل إجمالي إنتاج الطاقة الكهربائية 165.63 تيراواط/ساعة، بحسب التقرير الإحصائي السنوي الصادر عن وزارة الكهرباء.

ويعتمد مزيج التوليد أساسًا على المحطات الغازية، التي شكّلت 35% من الإنتاج في عام 2024، بمعدل إنتاج بلغ 6 آلاف و632 ميغاواط. كما تراجعت نسبة إسهام المحطات البخارية من 22% في 2023، إلى 19% في 2024 بمعدل إنتاج بلغ 3 آلاف و642 ميغاواط، في حين بلغت إسهامات محطات الديزل والمحطات الكهرومائية 2% لكل منهما.

أمّا المحطات الاستثمارية وخطوط الربط الكهربائي، فقد أسهمتا بنسبة إجمالية بلغت 42% من الإنتاج، بمعدل إنتاج بلغ 7 آلاف و854 ميغاواط.

الكهرباء المستوردة من دول الجوار

إلى جانب إنتاج الكهرباء في العراق محليًا، تستورد بغداد الكهرباء من تركيا وإيران وإقليم كردستان العراق والأردن (دخل الربط مع الأردن الخدمة في عام 2024) لسدّ جزء من الطلب المتزايد.

وتشير بيانات وزارة الكهرباء إلى أن إجمالي الكهرباء المستوردة من الخارج بلغ 14.65 مليون ميغاواط/ساعة عام 2024، توزعت على عدّة خطوط، أبرزها:

خط ديالى–ميرساد: 2.1 مليون ميغاواط/ساعة.

الخط التركي (كسك-جزرة): 1.14 مليون ميغاواط/ساعة.

شط العرب-خرمشهر: 514.2 ألفًا.

خط الأردن (قائم-ريشة): 90.6 ميغاواط/ساعة.

من كردستان العراق: 9.26 مليون ميغاواط/ساعة.

الكهرباء المستوردة من دول الجوار

إلى جانب إنتاج الكهرباء في العراق محليًا، تستورد بغداد الكهرباء من تركيا وإيران وإقليم كردستان العراق والأردن (دخل الربط مع الأردن الخدمة في عام 2024) لسدّ جزء من الطلب المتزايد.

وتشير بيانات وزارة الكهرباء إلى أن إجمالي الكهرباء المستوردة من الخارج بلغ 14.65 مليون ميغاواط/ساعة عام 2024، توزعت على عدّة خطوط، أبرزها:

خط ديالى–ميرساد: 2.1 مليون ميغاواط/ساعة.

الخط التركي (كسك-جزرة): 1.14 مليون ميغاواط/ساعة.

شط العرب-خرمشهر: 514.2 ألفًا.

خط الأردن (قائم-ريشة): 90.6 ميغاواط/ساعة.

من كردستان العراق: 9.26 مليون ميغاواط/ساعة. أقصى حمل كهربائي في العراق

شهد العراق حملًا كهربائيًا قياسيًا في صيف 2024، إذ وصل إلى 48 غيغاواط في 21 يونيو/حزيران، وفق بيانات قطاع الكهرباء العراقي لدى منصة الطاقة.

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الكهرباء، في 21 يوليو/تموز 2025، أن إنتاج الكهرباء في العراق تراجع إلى نحو 24.5 ألف ميغاواط، مشيرة إلى فقدان المنظومة أكثر من 4 آلاف ميغاواط، نتيجة نقص الغاز.

المحطات الاستثمارية والحكومية

حسب أحدث البيانات الرسمية، برزت المحطات الاستثمارية بوصفها الداعم الأكبر لإنتاج الكهرباء في العراق خلال عام 2024، إذ بلغ إجمالي إنتاجها 54.3 ألف ميغاواط/ساعة، مقارنة بـ56 ألفًا في العام السابق.

ومن أبرز هذه المحطات:

بسماية: 26.3 مليون ميغاواط/ساعة.

خور مالة: 2.84 مليونًا.

الرميلة المركبة: 2.94 مليونًا.

الرميلة الاستثمارية: 12.9 مليونًا.

شط البصرة، والعمارة، وميسان، والهارثة.

مقابل الانخفاض في إنتاج المحطات الخاصة، ارتفع الإنتاج الفعلي للمحطات الغازية الحكومية إلى 6 آلاف و632 ميغاواط في 2024، مقابل 6 و113 ميغاواط في 2023.

أكبر 4 محطات كهرباء في العراق

بسماية الغازية

أكبر محطة كهرباء في العراق، بطاقة 4 آلاف و500 ميغاواط، وتتألّف من 18 وحدة (12 غازية و6 بخارية)، وتقع شرق بغداد وتغذّي العاصمة ومحيطها.

الرميلة المركبة

تقع في البصرة، وتبلغ قدرتها 3 آلاف و156 ميغاواط، وتشمل 11 وحدة (غازية وبخارية)، وتغذّي أيضًا منشآت النفط.

الزبيدية الحرارية

بطاقة 2500 ميغاواط، في محافظة واسط، وتعدّ من أكبر المحطات الحرارية في البلاد.

المسيب الحرارية

في محافظة بابل، بطاقة 1280 ميغاواط، وهي المحطة الحرارية الرئيسة في منطقة الفرات الأوسط، ورُمِّمَت بعد أضرار

الحروب.تحديات مستمرة

رغم الاستثمارات الكبيرة، ما يزال العراق يعاني من أزمات متكررة في الكهرباء.

ويُعدّ توقُّف الغاز الإيراني بالكامل في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 أبرز أسباب تراجع إنتاج الكهرباء في العراق بالمحطات الكبرى، مثل بسماية، التي انخفض إنتاجها من 4.5 غيغاواط إلى 2 غيغاواط.

وتواجه الشبكة تحديات تتعلق بفاقد الطاقة في النقل والتوزيع، وضعف العدادات، وسوء إدارة الأحمال في الأحياء السكنية والعشوائيات.

وتعمل وزارة الكهرباء على تطبيق مشروع "التحول الذكي" وتنفيذ خطط إستراتيجية لتأهيل الشبكات والتوسع في مصادر الطاقة المتجددة.